١-جنس التريبانوسوما .Trypanosoma sp
تتطفل التريبانوسوما في بلازما الدم وفي بعض سوائل الجسم الأخرى لانواع كثيرة من الفقاريات في المناطق الحارة والمعتدلة . جسم التريبانوسوما مغزلي الشكل ذو حافة متعرجة وله سوط واحد ويغطي الجسم بشرة صلبة مرنة ، توجد النواة في منتصف الجسم وهي كبيرة مستديرة أو بيضية الشكل وبها كاريوسوم ، ينشأ السوط داخل الجسم من حبيبة صغيرة تسمى تسمى الحبيبة القاعدية Basal Granule or Blepharoplast ثم يمتد خارج الجسم ويبقى مرتبطاً به بواسطة غشاء بروتوبلازمي رقيق يسمى الغشاء المتموج Undulating Membrane وقد يمتد السوط أمام الطرف المدبب من الجسم فيكون سوطاً طليقاً غير مرتبط بالغشاء المتموج ، ويوجد عند الطرف الغير مدبب من الجسم قرب منشأ السوط جسم صغير آخر يسمى الجسم الجارقاعدي Barabasal Body ، وتعرف حبيبة الحركة مع الجسم الجار قاعدي في مجموعها باسم نواة الحركة أو الـ Kinetoplast ، لا يوجد للتريبانوسوما فراغ غذائي ويتغذى على بلازما الدم بواسطة الانتشار الغشائي كما أن التريبانوسوما تتكاثر بالانشطار الطولي . تنتقل العدوى من حيوان مصاب إلى آخر سليم بواسطة لافقاريات ماصة للدم ، ففي حالة الفقاريات التي تعيش على الأرض تنتقل العدوى إليها عن طريق أنواع من الذباب والبق الماص للدم وربما أيضا أنواع من القراد ، أما في حالة الفقاريات التي تعيش في الماء فينقل العدوى إليها ديدان العلق ، وفي حالات قليلة تنتقل العدوى مباشرة باللمس بدون وساطة الحيوان اللافقاري الماص للدم .
يسبب النوع T. gambiense مرض النوم Sleeping Sickness للإنسان في انحاء متفرقة من أفريقيا ، وعند بدء الإصابة توجد التريبانوسوما في الدم فقط وتظهر على المصاب أعراض حمى غير منتظمة تسمى حمى جامبيا Gambia Fever ، ثم بعد مدة من الزمن تصل التريبانوسوما إلى سائل النخاع الشوكي وعندئذ تظهر أعراض مرض النوم فيهزل جسم المصاب وغالباً ما تنتهي بالموت ، وتنتقل العدوى بواسطة الذبابة الماصة للدم من جنس Glossina sp. والمسماة بذبابة تسي تسي Tse-Tse Fly .
تبدأ الإصابة بأن تثقب ذبابة ملوثة ( أي بغددها اللعابية تريبانوسوما موجودة كنتيجة لإمتصاصها دم إنسان مصاب من قبل ) جلد إنسان لتمتص دم فتدخل فيه التريبانوسوما إلى الدم وتتكاثر بشدة حتى تبلغ عدداً عظيماً ، ولا تبقى التريبانوسوما بهذه الكثرة في العدد طول مدة الإصابة إذ ينتج عن كثرتها وتراكم أفرازاتها أن يصبح الدم بيئة غير ملائمة لها فيموت معظمها ولا يبقى إلا أفراد قليلة وعندما تتحسن البيئة ثانية بزوال الإفرازات الضارة من الدم تعود التريبانوسوما إلى أشكال التكاثر ولذلك توجد في دم المصاب تعاقب من فترات يزداد عدد التريبانوسوما في أثنائها إلى حد أقصى تتلوها فترات أخرى تنقص فيها عدد التريبانوسوما إلى حد أدنى ، وعند فحص دم المصاب في أثناء الفترة التي يكون فيها العدد في حد أدنى نجد أن الأفراد القليلة الباقية تتميز بأجسامها القصيرة الغليظة عديمة الأسواط وهذه وحدها هي التي يمكنها البقاء في الظروف الغير ملائمة ، وعندما تبتلع الذبابة دم إنسان مصاب لا يبقى بقناتها الهضمية إلا هذه الأفراد القصيرة الغليظة أما الأخرى فأنها تهلك بفعل العصارات الهضمية وعلى ذلك فأن الذبابة لا تنقل العدوى إلا إذا كان الدم الذي امتصته يحتوي على تلك الأفراد القصيرة الغليظة ( إلا في حالات العدوى المباشرة التي تحدث عندما تثقب الذبابة جلد مصاب ثم جلد سليم مباشرة حيث يكون بعض التريبانوسوما لا يزال ملتصقا بأجزاء فمها) ثم تتكاثر التريبانوسوما التي تبقى بقناة الذبابة الهضمية بسرعة وتنتج أفراد ذات أشكال وأحجام مختلفة ولكن بعد مضي مدة تظهر بالقناة الهضمية أفراد تتميز بأجسامها الدقيقة الطويلة وبوجود سوط طليق وهذه ترحل إلى الغدد اللعابية للذبابة وفي هذه الغدد تتكاثر التريبانوسوما وتصبح الذبابة قادرة على أحداث الإصابة في إنسان سليم عندما تثقب جلده .
ويحتوي جنس التريبانوسوما على أنواع أخرى كثيرة منها :
T. cruzi والذي يصيب الإنسان وخاصة الأطفال ويسبب لهم مرض شاجاز Chagas Disease وينتقل بواسطة البق الماص للدم من جنس Triatoma T. evansi وهذا يصيب الخيل والجمال والمواشي والكلاب في المناطق الحارة ويسبب لها مرض Surra وينتقل بواسطة ذبابة من جنس TabanusT. brucei وهذا يصيب كثيراً من الحيوانات مسبباً مرض Nagana وينتقل بواسطة ذبابة Tse-TseT. equiperdum وهو يصيب الأغشية المخاطية للخيل والحمير لا سيما أغشية الجهاز البولي التناسلي ويسبب مرض Dourine وتنتقل اصابته مباشرة أثناء الجماع بدون وساطة عائل لافقاري.
تعليقات
إرسال تعليق